كتب أيمن العربي
مصر هبة النيل والمرأة هبة لمصر، فعلى ضفافه نشأت الحضارة والزراعة ولم تكن المرأة بعيدة كل البعد عن تلك الحضارة ولكنها كانت مقوماً أساسياً منذ نشأتها.
فمن منا ليس ريفية أصيلة ومن منا لا يملك الصبر والتحمل والمثابرة على مواجهة الأزمات، نعم إنه المجتمع المصري من رحم المرأة الريفية العاملة والمزارعة والمربية والمسؤولة عن أسرتها بشكل استثنائي لا يقوى أحد على تحمل هذه المهام ولكنها تقدمت بدون كلل أو معاناة وبكامل الطاقة والحب الشديد لأسرتها فلن أخصص امرأة بعينها ولكنه مثالا ونموذجاً للمرأة الريفية حيث تجدها مستيقظة مبكراً وقت الفجر هي وزوجها لا تبالي تعباً أو برودة الجو فتذهب معه إلى الحقل لتساعده وتشد من أزره في أعمال الري وجمع المحصول ومن ثم الذهاب إلى السوق لبيعه ليدُر بالخير عليهم وعلى أسرتهم، أما في بيتها فتجدها مربية لأبنائها توفر لهم سبل العيش الكريم وتلبي متطلباتها من إعداد ملابسهم وإطعامهم ومتابعة تعلمهم حتى وإن كانت بسيطة ففطرتها السوية تجعلها تخطط وبشكل أفضل لأبنائها فتجد منهم الطبيب والمهندس والعالم والمفكر.. ناهيك عن أعمال المنزل من تربية الطيور والمواشي فتجدها امرأة منتجة لللبن والبيض ومصنعة للجبن والزبد ليعود بالخير عليها وعلى أسرتها وما تبقى عند حاجتهم تبيعه لتساهم في إقامة منزل قائم على المشاركة بينها بينها وبين زوجها أركانه من حب فتجدها الخباز الأمثل للرغيف الفلاحي المصنوع من القمح أو الذرة على نار الحطب التي تمتزج رائحته مع جو الريف النقي فتشعر ببساطة الريف مع بساطته الشديدة بعيداً عن التكنولوجيا والمدنية الذي جعل من امرأة خُلقت من ضلع أعوج إلى امرأة صلبة قوية لا تعتمد على الظروف ولكنها تعرف تعرف بفطرتها مالها من حقوق وما عليها من واجبات فهي مثال حقيقي أحق بقول ” امرأة نصف المجتمع” فهي الرشيدة التي تتصرف بفطنه وتوفر مستلزماتها ومتطلباتها بأقل الأشياء بكل شرف وأمانة وحان وقت تكريمها بحياة كريمة ليست بمسمى ولكنه منوع من قيادة رشيدة إلى امرأة صلبة قاهرة للظروف والصعاب لا عائق أمامها فهي مثال يحتذى به في الإرادة والعزيمة.