بقلم : نبيل مصيلحي
ــ
نرى أن الكتابة للطفل ليست بالسهولة في زمانها أو مكانها ، والتي يعتقدها الكثير من المثقفين والكتَّاب أيضا ، فهي من أصعب الكتابات وأعقدها ، هذا لكونها توجه إلى الطفل في مراحل عمره المختلفة ، لإشباع رغبته واحتياجاته المعنوية ، ليصل بها إلى التكيف مع احتياجاته المادية والمعرفية .
كما يعتقد البعض ، ونحن نعتقد كذلك ، أن من يتقدم للكتابة للطفل ، قد يقع في أزمة ليس بالوهمية ولكنها حقيقية ، إن لم يكن لديه خلفية ثقافية وإنسانية وعلمية وسيكلوجية ، وإدراك ودراية بكيفية التعامل معه وكيفية مخاطبته ، ومعرفة ما يحيط به في زمنه ، فعلي الكاتب أن يدرك تماما ، أن يصل بكتاباته إلى عقل ووجدان الطفل ، للمساهمة في تكوين شخصيته ، حتى يتكيف مع نفسه ، ومع مجتمعه ، لينعم بالصحة النفسية ، ويكون من الأسوياء في مجتمعه ، مما يعود عليه وعلى أسرته وعلى مجتمعه ووطنه بالنفع في البناء والإصلاح .
كما أن الكتابة للطفل قد ترتكز على أسس وأهداف ، فيجب أن نفرق في الكتابة، بين الكتابة للطفل ، أو الكتابة عن الطفل ، أو الكتابة للكبار عن الطفل ، بمعنى آخر هو تحديد مفهوم الكتابة ، فلكل مرحلة من مراحل عمر الطفل بها كما ذكرنا احتياجاتها ، فيجب مراعاة ذلك .
وخلاصة .. أنه حين نكتب للطفل ، لابد وأن يستقر في يقين الكاتب ، أن الطفل هو المستهدف من كل حالات الكتابة ، للطفل أو عن الطفل أو للكبار المهتمين بالطفل .
وفي عصرنا هذا نجد الطفل ، يحاط بثقافات متعددة ، يكتسبها من الأسرة والمجتمع والمؤسسة الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية ، فنجد طفل هذا العصر يختلف تماما عن الأطفال في العصور السالفة ، وما يحتاجه لتنمية عقله ووجدانه ومهاراته ، لابد وأن يناسب ما يكتسبه ويواكب هذه الثقافات المحاطة به في زمانه ومكانه .
إن احتياجات الطفل متغيرة ومتجددة ، نتيجة حركة الحياة ، والاكتشافات العلمية والكونية ، وعليه يجب أن يجد دائما ما يناسبه لتنمية مداركه ومعارفه ومهاراته ، فيجب على الكاتب مراعاة اللغة التي تناسب الطفل في مرحلته العمرية ، والأسلوب الذي يكتب به ، وعلى دور النشر مراعاة شكل الكتابة على الورق ، ووضع الصور التوضيحية ، وإخراج الموضوع ..!!
الكتابة للطفل من الموضوعات التي يجب أن ، يعقد لها المؤتمرات المستمرة ، والأبحاث المستديمة ، واهتمام الدولة بكتابات الطفل ودعمها في إطار رعايتها للطفولة
،