بقلم وائل الغرباوى
الطلاق العاطفي
هذه الظاهرة السلبية باتت تنتشر بكثرة في المجتمع السعودي، حيث أكد اختصاصيون وصول نسبة الانفصال العاطفي في البلاد إلى ٤٠%
ويخطئ من يتصور أن للطلاق صورة واحدة هي التي تعارف عليها الناس ، من إطلاق لفظ الطلاق وإتمام إجراءاته ، فللطلاق صور أخرى ومنها
الطلاق العاطفي:
ويطلق عليه البعض الطلاق النفسي وهو الذي تستمر فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين
فالطلاق النفسي هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما .
وللطلاق العاطفي أسبابه ومنها.
عدم وجود تكافؤ بين الزوجين ، من الناحية الاجتماعية والثقافية والتعليمية بل والعمرية ، وهذه الفجوة تظهر بجلاء مع مرور الوقت ، حيث يكون لهيب العاطفة الأولى قد هدأ وبدأت الفوارق تتضح وتتكشف مع الأيام..
وجود مشكلة كبرى تفرض وجودها على المناخ الأسري كعدم الإنجاب ، أو العجز المادي ، أو مشكلة في العلاقة الخاصة أو تدخل الأهل..
عدم تعود أحد الزوجين أو كلاهما على التعبير عن مشاعره والاكتفاء بالصمت نظراً لطبيعة النشأة وأسلوب التربية..
مرور الزوج أو الزوجة بأزمة منتصف العمر وعدم إدراك الطرف الآخر لطبيعة هذه المرحلة مما يزيد الفجوة النفسية بين الزوجين..
والخطير في الأمر بعد وصول الزوجين لهذه الحالة لا ينظرون إلى إبعادها على الأبناء. فينتج عنه اثر سلبي على الأبناء
اثر الطلاق الصامت على الأبناء.
1-عدم التوافق الذهني والثقافي بين الزوجين من بداية الزواج.
زيادة المشكلات الزوجية مع عدم الوصول لحلول في نفس وقتها.
-تدخل أهل الزوجين بشكل زائد عن الحد فينتج عنه مزيد من المشكلات.
الزواج بسبب التقيد بالعادات والتقاليد.
إلقاء أعباء المنزل والأبناء على الزوجة.
الرهبة من شبح الانفصال والطلاق للطرفين.
وبعد كل هذا يتوجب على الزوجين تخطى كل هذا من اجل أبنائهم والتكاتف معا لرجوع الحياة الطبيعية كما كانت وإيجاد حلول سريعة وأكدت الدراسات على إن من هذه الحلول وهى موجوه بالفعل في حياتنا.
أولاً: اعتراف الزوجين بوجود مرض خطير قد اخترق جسم الحياة الزوجية وعمل على إعاقته وهو الطلاق العاطفي. والاتفاق على ضرورة تكاتفهما وبذل كل ما في وسعهما من جهود من أجل القضاء عليه لتستعيد حياتهما الزوجية كامل صحتها وتمام جمالها..
ثانياً: العمل على تأصيل سمة الصراحة والوضوح في التعامل بين الزوجين ليتمكن كل منهما من فهم الآخر وفهم مشاعره بالشكل الصحيح، والتعرف على احتياجاته وأفكاره و مشاكله و مخاوفه التي تساعد كثيراً على فهم الآخر وتعميق العلاقة بينهما وتقويتها.
ثالثاً: اعتماد لغة الحوار والتفاهم بين الزوجين والابتعاد عن الاتهام والتجريح والحرص على الخروج من الحوار بثمرة مفيدة تتمثل في الحل الذي يرتضيه الطرفان ..
رابعاً: تقدير كل من الزوجين الأعمال التي يقدمها الآخر وشكره عليها مهما كانت بسيطة، والاهتمام بإيجابياته ومدحه عليها والامتنان منه لغرض تعزيزها.
خامساً : احترام الطرف الآخر وتجنب فعل أو قول كل ما يشعره بالإهابة مهما بدا بسيطاً. وإشعاره بأهميته البالغة في حياة شريكه وجعله من أولوياته ومنحه الاهتمام اللازم.
سادساً: الاهتمام بالعلاقة الخاصة بين الزوجين والإقلاع عن إشعار الطرف الآخر بأنها مجرد تأدية واجب.
سابعاً: مشاركة كل طرف هوايات واهتمامات الطرف الآخر.
ثامناً: اعتماد اللطف والرقة في الأقوال والأفعال مع الطرف الآخر لجذب وده ومحبته.