كتبت هبه الله تامر
كان الخلع ظاهرة عصيبة على النساء ففى السنوات السابقة كان من الصعب على على المرأة ان تقوم بلغ زوجها، لكن اليوم اصبحت قضايا الخلع من الظواهر العادية واصبح من السهل على الزوجة ان تقوم بخلع زوجها والكثير من الاشخاص يتسالوا على الخلع وحكمه ومعنه فى الدين.
أوجد الشرع الخلع للزوجه مخرجا إذا كرهت المرأة زوجَها وخافت ان لاتستطع اعطاءه حقه، أحل لها أن تفتدى نفسها بشىء ما او بالمال، ولكن بشرط ألا يزيد عن المَهر، ويرجع اصل ذلك الى قول الله تعالى : ( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ) صدق الله العظيم
وتعتبر حبيبة بنت سهل الأنصارى وهى امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه أول حالة خلع فى الإسلام، دليل على ذلك من السنه النبوية حيث أتت الى النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : يا رسول الله ، ثابت بن قيس لا أعيب عليه في خلق ولا دين ، ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟ ،وكان قد أصدقها حديقة ، قالت : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” اقبل الحديقة ، وفارقها “.
وفسر ذلك فى القرآن فى قول الله سبحانه وتعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾ البقرة: 229، أخذ العلماء من قصة إمراة ثابت بن قيس بن شماس انه إذا لم تستطع المراة البقاء مع زوجها ، فإنها لها الحق أن تطلب منه الغلع ، ثم يأخذ الزوج العوض أو يتفقان عليه ثم يقول لها فارقتك أو خالعتك .
وهناك إجراءات تحدث فى قضايا الخلع بها بعض العيوب الدستورية والمخالفات الشرعية، مثل عدم علم الزوج بانعقاد الخصومة، فالزوجة تعلنه إعلانا إداريا، عن طريق مأمور القسم، وغالبا لا يصل إلى شخص المدعى عليه، فى الشريعة يجب أن ترد الزوجة إلى الزوج كل ما قدمه لها، لكن ما يحدث فى القانون والمحاكم المصرية، أنها لا ترد إلا جنيها واحدا فقط، وهو مقدم الصداق المذكور فى وثيقة الزواج، ولايجوز حكم المحكمة بالخلع اذا كان طلب الزوجة للطلاق من غير سبب، في هذه الحال يعتبر الخلع قد تم بل تبقى المرأة زوجة للرجل ، وهنا تحصل مشكلة وهي أن هذه المرأة تعتبر مطلقة أمام القانون فقد تتزوج إذا انقضت عدتها ، وهي في حقيقة الأمر زوجة و ليست مطلقة .