الأول على مستوى الجمهورية للمكفوفين ل”عيون الشرقية الآن” : فقدان البصر ليس عجز.. وكنت واثق من حصولي على المركز الأول.. أدين بالفضل لوالدتي ووالدي بعد الله عز وجل

إعداد : سمير سري

حوار : أحمد سالم

قبل ساعات من إعلان نتيجة الثانوية العامة، جلس محمد على طعيمه، يترقب الموقف وينتظر مكالمة وزير التربية والتعليم مباركا له لتفوقه وأنه من أوائل الثانوية العامة. هكذا تحدث الحاصل على المركز الأول للمكفوفين على مستوى الجمهورية، لأنه كان على ثقة كاملة بنجاحه وحصوله على أحد المراكز الأولى في ترتيب الطلاب. وتابع محمد “قررت الذهاب للجلوس بمفرده في غرفة نومه بعيدا عن ضغط العصبي الذي تعيشه الأسرة”، وفجأة سمع صوت زغاريد أمه تملأ المكان

وجاءه صوت أبيه مفعما بالسعادة وهو يدعوه ويخبره بأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم على التليفون يريد أن يهنئه بحصوله علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في الثانوية العامة للمكفوفين بعد حصوله على 398.5 درجة. محمد علي محمد علي طعيمه هو أحد أبناء قرية الروضة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وقد حصل على الثانوية العامة من مدرسة النور للمكفوفين التابعة لإدارة غرب الزقازيق.

“عيون الشرقية الآن” حاورت الحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية للمكفوفين.. فإلى نص الحوار : * كيف استقبلت خبر حصولك علي المركز الأول علي الجمهورية للثانوية العامة للمكفوفين؟ – طبعا كانت فرحة لا توصف بالنسبه ليا ولأسرتي بالكامل، “وده كان مجهود سنة كاملة وربنا عوضني بكل لحظه تعبتها في حياتي عشان أوصل للي انا اوصلتله دلوقتي”. * هل كنت تتوقع أن تحصل علي المركز الأول؟ ولماذا؟ _ بالتأكيد كنت متوقع، وأضاف والده قائلا أن محمد حاصل علي المركز الأول علي جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكان دائما الأول في أولى وتانية وده شئ متوقع من محمد علي مجهوداته المتواصلة طول العام. * هل كان هناك أحد يساعدك في المذاكره؟ وما هي طرق المذاكره التي كنت تتبعها؟ _ نعم …الفضل كله بعد ربنا سبحانه وتعالي يرجع إلي والدي ووالدتي وبنات عمي “مروة وأميرة” هما اللي تعبوا معايا بجد وطريقة بريل وجمعية”نور البصيرة” وقفت جنبي وجابتلي بعض الكتب اللي ساعدتني في المذاكرة وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. * كم كان عدد الساعات التي كنت تذاكرها يوميا؟ وما هي طموحاتك في المستقبل؟ -كنت اذاكر في اليوم 12 ساعه علي مراحل، وطموحي في المستقبل إني أدخل كلية إقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة ويبقى ليا مكان نشرف في البلد.

* كيف تغلبت على عجز فقدان البصر…؟ – “فقدان البصر ليس بعجز واللي يأخده على إنه عجز هو اللي بيكون عائق قدام نفسه؛ فقدان البصر ليس بمحنه بل هي منحه من الله عز وجل وإنك تستغل هذا الفقدان إنك تقرب من ربنا ويزيد مجهودك وإن ربنا لما بيأخد مننا حاجة بيعوضنا بالحواس التانية، وأنا اقدر أتغلب على هذا العجز وأمشي لوحدي بفضل الله ثم الحواس التانية”. * هل كنت تحصل علي دروس خصوصيه…؟ _ نعم كنت أحصل علي دروس خصوصية ليتابع معي المدرسين على ما أنا متبعه في المنهج.

* هل كنت تذهب الي المدرسه ؟ وهل كان للمدرسة دور في وصولك علي المركز الأول علي الجمهوريه..؟ _ نعم كنت أذهب إلى المدرسة وليس بدائما بل كنت أذهب في بعض الأحيان، وللمدرسة دور كبير جدا فيوحصولي على المركز الأول لإن المدرسه هي اللي علمتني طريقة بريل وعلمتني إزاي أتمكن من الكتابه عليها ومن غير المدرسه مكنتش هعرف أتعلم طريقة بريل ولا كان هيكون عندي طموح؛ وأيضا لابد أن أشكر الأستاذ ” سامي السيد” هو مدرس آعداي وكفيف أيضا وهو اللي علمني ازاي استخدم طريقة بريل .

* ما هي المشاكل التي كانت تواجهك في الثانويه…؟ – أكثر شئ كان بيتعبني السفر والمواصلات وأما عن المذاكرة ربنا كان بيوفقني والحمد لله علي كل شئ. * ما رأيك في نظام البوكلت ؟ _ نظام البوكلت لم يطبق علي المكفوفين بسبب طريقة الكتابة فقط لا غير ؛ لكن نظام البوكلت ليس له سلبيات بل كله إيجابيات للطالب المجتهد اللي عنده رغبة في النجاح ونفسه يوصل لهدفه ؛ وبه مساحة كاملة على مقدار الإجابة، إضافة إلى أنها منعت مشكلة التسريب الإلكتروني التي تضيع مجهود طلبه عن طلبه اخري مبيذكروش. _ إلي من تنسب هذا النجاح بعد الله سبحانه وتعالي….؟ _ والدي ووالدتي وبنات عمي ومدرسيني وإلى أي إنسان وقف جنبي ودعمني وقالي كلمة كويسه في حياتي.