بقلم دكتور ياسر عبد الرحيم السويدي
جاء يوم الاحد او كما يسميه هو الاحد السعيد … يوم النادي … بل هو يوم نادي في حياته كل اسبوع منذ اول مرة رآها .. منضدته المعتاد جلوسه عليها في النادي تطل علي ملعب التنس حيث يشاهد اللاعبين يتبادلون الكرة بمضاربهم وسط صيحاتهم ..كان يرتشف فنجان قهوته المانو كما يحب ان يشربها في ذلك الوقت يوميا ..ينهي عمله اليومي . .. يذهب مسرعا الي النادي يتناول وجبة غذاءه .. يراقب حركة عقارب ساعته الذهبية … يري صغيرهم يقترب من الرابعة ببطء شديد ..وكبيرهم پبطء اشد يحاول ان يعلن تمام الرابعة …موعد ظهورها ..تدلف الي ملعب التنس ترتدي تنورتها البيضاء وقميصها الوردي … تلملم خصلات شعرها الذهبي خلف كتفيها يتطاير كذيل فرسة برية تعدو في البراري .. تتعالي صيحاتها كلما ضربت الكرة بمضربها .. اصبح يوم الاحد هو عيده الاسبوعي … ينتظره طوال الاسبوع …بل الحق هو ينتظر رؤيتها ليشبع قلبه بنظراته اليها وهي تتهادي في الملعب امامه .. ظل يراقبها اسابيع واسابيع وكلما مر اسبوع زاد تعلقه بها … كان يجلس يتذكر ايامه الخوالي .. ويتخيل ايامهما كيف ستكون سويا … افاق علي كرة طائشة ضربت حافة منضدته واستقرت بجوار مقعده علي بعد خطوة منه …جاءت اليه مسرعة ..يرقبها وهي تقترب منه.. تزداد دقات قلبه سرعة..يكاد يسمعها تدق طبول الفرح من صدره .. ابتسم ابتسامة عريضة ..هي تقترب اكثر .. مالت امامه تلتقط الكرة ..ونظرت الي عينيه الحالمتين ..وقالت (سورى يا اونكل ).. حينها أفاق .. أخرج هاتفه المحمول .. فتح كاميرته الأمامية …نظر الي شعره الأبيض ..وعينيه الغائرتين وتجاعيد وجهه المرسومة بأقلام السنين … وكان السؤال…. كيف أنساه الأحد السعيد و هواها .. عمره هو وصباها .