كتب الباحث / محمد عبد الواحد خطاب
مما لا شك فيه أن لفظ (حم نثر) خادم الإله يقتضي من صاحبه الاتصاف بالأمانة والسمعة الحسنة بين ذويه وداخل مجتمعه ، وقد اعتنى الملوك بالبحث والاستقصاء عن الكهنة ، وسمعتهم منذ الدولة القديمة ولعل ما يشير إلى ذلك أن الملك بيبى الثاني أسند إلى شخص يدعى (دوا) الإشراف على مصر العليا ، وأمره بالتحري عن سمعة الكهنة والموظفين في معبد الإله مين في قفط ومراقبة كل موظف داخل هذا المعبد ،
كما كانت تتمثل السمعة الحسنة في فكر المصري القديم في عدم الكذب وارتكاب الأخطاء التي تردى صاحبها ، وتجعله ينال غضب مجتمعه عليه ، وأشار إلى ذلك رجل يدعى (روجمع) من الأسرة الحادية عشرة أنه لم يتحدث بالكذب ، ولم يرتكب اثما بيده حيث تمكن من صنع سمعة حسنة جعلت الناس يحبونه ، وأكد على ذلك الكاهن امنمحات في عهد الملك سنوسرت الأول ، فكان خاليا من ارتكاب الأخطاء ، واتصف بالصدق ،
واتخذه منهجا ، ولا يوجد تقرير ضده في أي دائرة رسمية ، وايضا أمر الملك إمنمحات الثاني إبان الأسرة الثانية عشرة شخصا يسمى (خنتم_سمتى) بالذهاب إلى جميع المعابد المصرية ، والتأكد من أحوال الكهنة بعد تقليدهم مهام وظيفتهم ، فقد أمره الملك بالذهاب إلى الفنتين ، ومر بكل المعابد ، وعاد من الطريق الذي ذهب منه ، يوضح ذلك اعتناء الملوك في ذلك الوقت بالقضاء على أي عمل سىء داخل تلك البقاع التي تعد موضع تقديس وإجلال لدى المصري القديم ، لذا كانت جل الأوامر الملكية تهتم بانتقاء الكهنة داخل المعابد ، وانهاء أي مظهر يسىء إليهم .