أحمد سبيع جندي مدرعات من الوجوه المنسية في ذكري ملحمة العبور سبيع: أعطاني الفريق محمد فوزي وزير الحربيةرتبة عريف مع قناص لتفوقي في مشروع رماية سبيع :احترقت داخل الدبابة حيث كنت رامي قناص يوم ١٤ أكتوبر ونقلت لمستشفي القصر العيني حوار – محمود الورواري تحتفل مصر بالذكري ال٤٥ لنصر أكتوبر،ذكري تحرير سيناء من براثن الأعداء،حينما تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والتوغل في سيناء وسط معركة طاحنة أذاقت خلالها الصهاينة ذل المتربة،ووفق ما أكده المحللون فإن ملحمة العبور قد اسقطت أسطورة الصهاينة بأن لديهم جيش لايقهر،كما كانت معركة أكتوبر الصخرة التي تحطمت عليها أمال وطموحات الصهيونية العالمية نحو تنفيذ مخططاطهم الجهنمية لتوسيع رقعة دولتهم لتكون من النيل للفرات،فكما أن أسلافونا استطاعوا أن يردوا التتار إلي بلاد ما وراء النهر،فقد استطاع الأحفاد أن يردوا الصهاينة عن أرض الفيروز بالسلاح تارة وبالسلام تارة أخري. وبهذه المناسبة إلتقت عيون الشرقية الأن بأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة،والذين شاهدوا الموت بأعينهم وسط المعمعة،إنه البطل أحمد سبيع،وقد أجرينا معه الحوار التالي : س:ماذا عن نشأتك وبداية حياتك ** اسمي أحمد محمد أحمد سبيع من مواليد ٢٧ يناير ١٩٤٧ بقرية الجعفرية التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية،كان والدي فلاحا وأمي ربة منزل،وقد إلتحقت بالمدرسة،حتي حصلت علي دبلوم المدارس الصناعية (قسم كهرباء)عام ١٩٦٦،وقد تزوجت من السيدة أحلام نوح،وأنجبت منها ولد وثلاث بنات(محمد ،عزه،أميرة،راندا)،وقد تم تعييني بالإصلاح الزراعي.
س:متي تم تجنيدك بالقوات المسلحة،وفي أي سلاح التحقت به ** تم تجنيدي في ١٩٦٧/٧/١ ،بعد النكسة مباشرة،حيث سبق وأن تسلمت شهادة من التجنيد (لم يصبه الدور)،ولكن تم اخطاري بالتوجه لمنطقة تجنيد التل الكبير لكي التحق بالخدمة العسكرية،وتوزعت علي سلاح المدرعات ومنه إلي الفرقة ٢١ثم اللواء الاول مدرع- ثم الكتيبة ٢٠٤-دبابة ٦٦،وكانت مهامي (رامي قناص)،وقد شاركت في مشروع رماية حضره الفريق محمد فوزي وزير الحربية ،وتفوقت فصيلتي في هذا المشروع،حيث حصلت علي المركز الأول علي الفرقة في الرماية،فقام الفريق فوزي بمكافأتنا بعلاوة شهرية ٤جنيهات بجانب راتبي العسكري ٦جنيهات،ثم قام بترقيتي انا وإثنين من زملائي برتبة عريف قناص. س: ماذا عن أجواء ما قبل حرب اكتوبر بالنسبة لكم ** كنا نخوض تدريبات شاقة،حيث كنا نقوم بالرماية والتدريب الشاق ليل نهار علي الأهداف،ولم نشارك في أي عمليات قبل الحرب. س: أين كان موقعك وقت إندلاع الحرب **قبل الحرب ب٤٨ساعة صدرت لنا الأوامر بتحرك فصيلتي من موقعها الكائن بطريق مصر إسماعيلية الصحراوي إلي أبوصوير لتأمين إدارة العمليات هناك،وفي يوم ١٣اكتوبر صدرت الأوامر بالالتحاق باللواء الأول مدرع الذي نتبعه،ثم مررنا بسرابيوم وعبرنا علي الكباري والجسور حتي وصلنا الضفة الشرقية للقناة،وقمنا باحتلال بعض المواقع في سيناء،وكان ذلك ليلا،وقد اخبرونا بوجود لواء إسرائيلي بالمنطقة التي نتواجد بها،وسنقوم بتطويقة ووضعه بين شقي الرحي،ثم تحركنا وحاصرنا اللواء الإسرائيلي في طلوع نهار يوم ١٤ اكتوبر١٩٧٣،وقد صعدنا تبة عالية تسمي الطاسة،وقد صدرت لنا الأوامر بالضرب،فتم الإشتباك في تمام الساعة السابعة صباحا،واطلقت طلقة (١٢٠م)من دبابتي علي عربة إسرائيلية تستقل عدد من الجنود فاشتعلت بهم،ولكن حدث خطأ وهو أننا أعلي التبة والعدو أسفلها يوجه رصاصه نحونا،وفجأة وجه العدو صاروخا صوب دبابتي ،وقد أسفر ذلك عن استشهاد الجندي محمد أبوسنة سائق الدبابة بداخلها،فاسرع السيد معمر الدبابة للخروج فأطلق عليه النار فمات،ثم اسرع كذلك سامي محمد سامي (الحكمدار) للخروج فأطلق عليه العدو وابل من الرصاص حتي استشهد،ثم اشتعلت الدبابة وانا بداخلها. س: ماذا عن اشتعال الدبابة ٦٦ وماذا فعلت آنذاك ** بعد أن استشهد زملائي واشتعلت الدبابة فالنار بالداخل ،والموت بالخارج،فتلفظت بالشهادتين،وخرجت من فتحة الدبابة وكأنني افارق الحياة، وأنا أحترق وفمي يقطر دما،وقمت بخلع جهاز (هلمند اللاسلكي) من علي راسي بصعوبة،ثم تحركت زحفا في التراب حتي انطفأت النار،فحملني ثلاثة جنود إلي أقرب نقطة إسعاف ومنها إلي كتيبة طبية حيث قاموا بقص الجلد المحروق ووضعوا المراهم والشاش علي جسدي،وأرسلوني في قطار طبي لمستشفي القصر العيني،حيث تم حجز سرير لي بعنبر ٨(عنبر الحالات الحرجة) وأجروا لي العديد من العمليات،وظللت ثلاثة شهور ثم نقلت لمستشفي احمد جلال،وبعد خروجي من المستشفي ظللت أتردد عليه اسبوعيا لمتابعة اصابتي وتلقي علاجي،حتي تم إنهاء خدمتي لعدم اللياقة الطبية بعجز ٢٥٪ وذلك طبقا للمادة١٢٢من القانون١٠٦ وذلك في ١٩٧٤/٤/١.
س: ما الذي تود أن توجهه للجميع في ذكري النصر ** أريد أن أقول أنني قد احببت العسكرية حبا جما،فقد تعلمت منها الإنضباط والخلق القويم والصبر وتحمل المشاق وحسن التصرف وقت المحن،وأقول للجميع “حافظوا علي بلدكم،وضحوا من اجلها،كما عليكم أن تبذلوا كل غال ونفيس لرفعتها،والنصر الحقيقي ليس بالحرب فحسب بل بالعلم والجد والإخلاص،وأسال الله أن يحفظ مصر وجيشها من كل مكروه وسوء.
– – وبسؤال السيدة أحلام نوح زوجة الجندي أحمد سبيع عن حالتها وقت مشاركة زوجها في الحرب ** خرج زوجي تاركا إبنته التي كانت لا تتعدي خمسة شهور،وكان القلق ينتابني،ولكنني سلمت الأمر لله،واحتسبت زوجي من الشهداء،وبعد انتهاء الحرب ،جاء لنا خطاب يخبرنا بأن زوجي من مصابي العمليات ومتواجد الأن بقسم الحروق بالقصر العيني،وعند دخولي غرفته بالمستشفي لم استطع التعرف عليه لشده الحروق وعدم وضوح ملامح وجهه،وظللت يوما كاملا ابحث عنه بالمستشفي وهم يقولون لي”زوجك بعنبر المحروقين”،ولم أصدق أنه هو لشدة الحروق،وكان يذهب معنا يوميا الدكتور صلاح نوح أخصائي العظام،وكان هناك إتصالات من قبل اللواء محي نوح بنا للإطمئنان علينا،حتي من الله علي زوجي بالشفاء.