بقلم / نبيل مصيلحي
أقسم أنني لا أتشفى في أحد ، لأنني لست من الصنف الذي يترقب الهزيمة لأحد ، ثم يشتعل فرحا بهزيمته ، كل ما يعنيني هو أن نترك لمن بعدنا كل ما هو جميل ونافع ، يفيد ولا يضر ..
فمن خلال متابعاتي الصحفية للأكثر من ربع قرن من الزمان ، واهتماماتي الأدبية ، عايشت الكثير من المنتاقضات في ذوات الآخرين ، فالكثير يسعى إلى تحقيق ذاته بكل الطرق والوسائل بطريقة هذا الــ ( مايكفيل ) ، فغايته تبرر وسيلته ، هذا الصنف كثر بعد إنشاء مجالس إدارات النوادي ، واستقطبت هذه المجالس ، كل ما هو ضعيف ومدعي ، حتي يستطيع السيطرة على مقاليد الأمور ، وبالفعل تحقق لهم السيطرة على الكثير من المواقع الثقافية في غيبة النضح والوعي الوطني ، وتسرب إلى المهرجانات والمؤتمرات الأدبية من لا يستحق مجرد الحضور ، وتوغل في أمانة مؤتمر أدباء مصر من لا يستحق التواجد ، لتخرج لوائح واهنة وقرارات مريضة تخدم مصالح هذه الفئة التى تضخمت فيها الأنا ، واستمر الوضع على هذا السوء ، فيخرج أحدهم ويمكِّن للآخر المكان الذي يتركه للحفاظ عليه ، ويعمل من جديد ليصل إلى هذا المكان مرة أخرى ، بمعنى آخر صناعة الاحتكار .
وعليه فقد انتشر الفساد في المواقع الثقافية ، وبانتشار هذا الفساد اللعين ساء حال أغلب المواقع الأدبية والثقافية في مصر ، تقريبا من أوائل التسعينات ، حتى اليوم .. نجد في الكثير من المؤسسات الثقافية والأدبية من لا يستحق هذا التواجد ، وأنعي بمزيد من الأسى غياب المؤسسات الإعلامية الحقيقية ، حيث ظهرت طائفة من معدي ومذيعي البرامج الثقافية ، ليس لديهم الوعي الثقافي والأدبي المحترم لإدارة وإثراء الموضوعات التي يطرحونها ، وأعطوا مساحات كبيرة لمن لا يستحق مجرد الظهور أمام شاشات الفضائيات ، وظهر في ذيل ذلك بعض النقاد يقدمون أبحاثهم ودراساتهم مدفوعة الأجر ، كما ظهرت الشللية وتحكموا في بعض الصحف والمجلات ، وظهرت أيضا المجاملات والوساطات ، وتبادل فتح الأبواب ، و ( شيلني واشيلك ) ، فضلا على ظهور صالونات وروابط وجماعات أدبية مريفة حوت النصابين والأفاقين والشواذ ، وتصدرت المشهد الأدبي الثقافي بعض النساء اللاتي لا تستحق أي شئ ، كل هذا كان حجر عثرة في طريق المبدع الحقيقي ، الذي آثر الابتعاد عن هذه الأجواء الفاسدة ، فأهدر الواقع حقه .
وعلى سبيل المثال الحصري ، نشر لي بعض الأعمال في أخبار الأدب أيام رئاسة الأديب جمال الغيطاني ، عن طريق البريد ، ثم نشر لي بعض الأعمال في تواجد رئاسة التحرير الحالية ، إلا أن البعض أفسد وأغلق هذا الباب أمام أعمالي ، ووحدث هذا أيضا في مجلة قطر الندى ، بعد أن تركها الشاعر المحترم عبده الزراع ، مما جعلني أكف عن إرسال أعمالي حفاظا على تاريخي الأدبي .
الموضوع أكبر من أن أتناوله في مقال ، ولكن ما يهمنى أن ألقي الضوء على أمس القريب ومنذ عامين تقريبا ، شاهدت ما أثلج صدري ، وأعطاني جرعة من التفاءل ، بوجود الشاعر هيثم منتصر من ديرب نجم ، بأمانة المؤتمر العام ، ثم تواجده لرئاسة النادي المركزي بمحافظة الشرقية ، وكان له الفعل الكبير لتغيير خريطة الأدب في الشرقية ، وتفعيل دور الأدباء الشبان في إدارة المواقع الثقافية ، ووتواجدهم في المؤتمرات والمهرجانات ، كما شاهدت الشاعر الشاب محمد سلام من العاشر من رمضان ، في أمانة المؤتمر العام 2018ــ2019 ، وبعد نجاح وفوز الناقد المسرحي د. محمود سعيد من أبو حماد وحصوله على عضوية أمانانة المؤتمر العام لدورة 2020ــ2021، هذا يؤكد لنا نجاح هيثم منتصر في تحقيق الأكثر صعوبة ، وتحويله إلى نجاح ، وأقصد ( التغيير ) .
كما أقول لكل أدباء مصر المخلصن ، احتضنوا الشباب واعطوهم الفرصة للتعلم واكتساب الخبرات ، حتى يستطيعوا تحقيق أحلامهم ، وأدعو المؤسسات الثقافية والإعلامية النزاهة في تقديم القيمة ، وأدعو كل مسئول يقوم باعتماد عضوية أو تحكيم أعمال بمراعاة الحيادية ، حتى يخرج إلى الحياة الأدبية كل من يستحق التواجد بشرف ، والمنافسة بشرف .