نبيل مصيلحي
هناك بعض الشخصيات قد تجعلك وتدفعك أن تتابعها عن كثب ، ليس لكونها علامة في مكانها وزمانها فقط ، أو لأنها ترضي ذائقتك الفنية أو الأدبية ، أو لأنك قد تنحاز إليها لسبب ما ، ولكن من المؤكد لدي ، أن تلك الشخصية التي تروي عطشي وعطش المحبين للقيمة ، هي أنها ذات رؤية إنسانية واعية ومتجددة لما يدور حولها في الحياة ، وأنا من أشد المهتمين بمثل هذا النوع الأخير ، في شى مجالات الحياة والذي يحمل في وجدانه هموم الإنسانية ، وكل ما قلت سالفاً .
وإذا كنت أستهل مقالي بهذا التصدير الموجز ، فهو يرشق في صلب الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه .. الفنان عز الدين الأمير أيقونة الغناء الإنساني والطرب الأصيل .
وما دفعني حقيقة للكتابة عن هذا الفنان للمرة الثانية ، هو عزيمته القوية الصلبة ، وإيرادته الفولاذية ، في استكمال مشروعة الفني الإنساني ، في ظل تحديات الواقع ، هذا الواقع الخارج بغفلة ، والبعيد عن أصول الغناء العربي ، واتجاهه نحو اللاقيمة ، بحجة سرعة الزمن ، وعدم توافر الوقت لسماع منجز الأغنية المبدعة في زمانه .
والذي أثارني للكتابة أكثر من جديد ، هو نجاحه المتواصل ، وصبره على المضي قدما نحو تحقيق هدفه السامي الذي يسعى إليه ، وأعتقد أن هذا الهدف هو .. بعث وإحياء الطرب الأصيل .
والمتأمل في أغاني الفنان عز الدين الأمير ، يجدها متعددة ومتنوعة مواكبة لأحداث الزمن ، مسايرة لمتطلباته الوجدانية ، في حالة السلام والحرب .
وأنا يسعدني أن أداوم على الكتابة عن هذا النجم الحقيقي بعد الفينة والأخرى ، لاستحقاقه هذا عن جدارة .
نبيل مصيلحي
28 من نوفمبر 2019