تحية محمد
الصحة النفسية ضرورة محلة في الحياة العصرية ،التي تتخللها العديد من الضغوط وكثرة المشاكل والمعاناة، سواء في الأسرة أو في العمل .
لزاماً على كل فرد منا الاهتمام بها لتجنب الأمراض النفسية التي باتت في ازدياد مستمر مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والخوف والصدمات .
إن السبب الأساسي لأي مشكلة نفسية هو عدم التقبل، مثل عدم تقبل الظروف المحيطة بنا، عدم تقبل المحيط والآخرين أو حتى عدم تقبل النفس ؛ ومن هنا يولد ما يسمى بالاكتئاب نتيجة الألم والحزن والمعاناة.
عندما نرفض أمراً أو حدثاً معيناً حدث معنا في الماضي، ونشعر بالخوف والرعب والقلق والتوتر قد نرفض المستقبل أيضاً،و عند رفض الحاضر نبدأ الشعور بالملل؛ فالرفض سبب كل هذه المشاكل.
لذلك نحتاج إلى القبول والتسليم في الدرجة الأولى، والذي هو عكس الرفض، لكي نتعامل على النحو الصحيح مع جميع الأحداث التي تواجهنا.
ولكي نكون في حالة تقبل ونتعامل مع الأحداث من دون مشاكل نفسية، فإن أهم ما يمكننا فعله هو تهدئة النفس بوتيرة دائمة، لكي يتم التعامل مع الأحداث بطريقة صحية
وأهم عامل في تكوين نفس الإنسان، هو أن يكون على علم تام إنه “هو شيء وأفكاره شيء آخر”. يعني هذا أنه يمكن تهدئ افكاره والسيطرة عليها أو تجاهلها تماماً.
ومن أجل القيام بذلك، تقدم علوم طاقة نفس الإنسان تمارين معينة لمساعدة الشخص على تخطي أفكاره المزعجة والسلبية والسوداء تماماً، واستبدالها بأفكار إيجابية جميلة ومفرحة، تضمن له محيطاً سعيداً وهادئاً. لكي يصبح الفرد قادراً على جذب أمور من نفس درجة ذبذبات مشاعره، لأن الفكرة مثل الكلمة لها ذبذبات وتؤثر كثيراً على كل حدث نعيشه لحظياً ويومياً.
الأفكار الإيجابية تبني المهارات، وكلما شعر الإنسان بالسعادة، أصبح أكثر انفتاحاً على الخيارات والفرص والتجارب الجديدة،و سيكون أكثر قدرة على التعلم واكتساب مهارات جديدة.
إذا كان الشخص سعيداً بما لديه، فسوف يرغب في التعلم، وما يتبع ذلك من فوائد هذا الموقف على عمله وعلى تطوره المهني.
التفكير الإيجابي هو علاج مهم للتوتر. وتتفق جميع الدراسات والأبحاث على أن الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية هم أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق، كما من بعض الأمراض، وخصوصاً أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويسمح تقليل التوتر للفرد بأن يكون أكثر فاعلية في العمل. في الواقع، فيصبح أكثر قدرة على تحمل المسؤوليات التي ستعطى له عندما يتطور في عمله.
من هنا ضرورة إدارة التوتر لنكون قادرين على تصفية أذهاننا، ورؤية الإمكانيات المتاحة أمامنا، وتوقع الحلول للمشاكل التي نواجهها.