كتب – أحمد عسله
مرّ 17 عاماً على رحيل واحدًا من أبرز مبدعي الكوميديا في تاريخ المسرح والسينما المصرية، فضلاً عن مشاركاته المميزة في الدراما سواء الإذاعية أو التليفزيونية، الفنان فؤاد المهندس الذى رحل عن عالمناً في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر عام 2006، لكن تبقى أدواره وأعماله فى وجدان كل المشاهدين حتى الآن.
وكانت هناك علاقة خاصة جمعت بين فؤاد المهندس والفنان الراحل نجيب الريحاني، إذ تتلمذ “المهندس” على يديه، وتعلم منه الحب والإخلاص للفن، وأن يقدمه من قلبه دون أى ابتذال، حسب حديثه عن “الريحاني” في أحد لقاء تليفزيوني سابق.
وحكى “المهندس” عن كواليس اللقاء الأول الذى جمعه بالريحاني وهو طالب في كلية التجارة، قائلًا: “روحت عشان أخد منه حديث، وروحت أوضة مكتبه، وفضلت واقف باصص ليه ومتكلمتش، قالي إنت مين قولتله “تلميذ في كلية التجارة”، عايز أي؟، وأخبرته أنا جاي اخد من سيادتك حديث ظريف فخدت منه الحديث، وبعدها تشجعت وطلبت منه يخرجلنا في مسرح الجامعة، في البداية قالي مش فاضي للحاجات دي قولتله إحنا رجالة وبنعتمد على نفسنا”.
وتابع أنه بعدها اختار لهم رواية بعنوان “حكاية كل يوم”، ليشاهد ما سوف يفعلونه بها، وبالفعل قام بإخراج المسرحية وتقسيم الأدوار عليهم، حتى تمكن وقتها فريق مسرح كلية التجارة بالفوز بكأس يوسف وهبي لأول مرة، ومن هنا استمرت العلاقة التي تجمع الأستاذ بتلميذه.
وعن علاقته بـ “الريحاني”، أشار إلى أنه في البداية كان يناديه بالتلميذ دون أن يتذكر اسمه على الرغم من أنه كان يقوم بتوصيله إلى المطار وإعادته كل مرة، وفي إحدى المرات ضغط عليه ليتذكر اسمه، ومن وقتها بدأ يناديه “فؤاد”.
وذكر خلال اللقاء أنه الوحيد الذي كان يسمح له أستاذه بالوقوف في كواليس أعماله، لرؤيته وهو يمثل، موضحا: “أنا اتربيت في مسرح نجيب الريحاني، وشوفت كل النجوم هناك زي حسن فايق، وماري منيب، وميمي وزوزو شكيب، واتعلمت منهم إن محدش فيهم كان بيقول أنا لوحدي ولا إنه يحاول يظهر نفسه بس، فخدت منهم عدم الأنانية في العمل”.
وأشار إلى أنه تعلم الكثير من “الريحاني” خلال رحلته الفنية معه، موضحا: “أخدت من الريحاني تقل العمل بتاعه، والقيمة بتاعته، الريحاني كان يبدأ في حل مشكلة مثلا من المشاكل، ويوجد الناس اللي يعملوها، كان خطير، أنا مسميه الهرم الرابع، وخدت منه أيضا إزاي أبص للحوار وأشوفه إزاي حلو وحش، يتعدل ميتعدلش، أشوف الترابط ما بين الشخصيات بعضها وببعض”.
وقدم فؤاد المهندس الكثير من الأفلام السينمائية من أبرزها فيلم “أرض النفاق”، وفيلم “رجوع أخطر رجل في العالم”، وفيلم ” العتبة جزاز”، وفيلم انت اللي قتلت بابايا”، وفيلم “عائلة زيزي”، وفيلم “جناب السفير”، وفيلم “شنبو في المصيدة “وغيرها من الأفلام التي لها بصمة في عالم السينما المصرية.
وعشق فؤاد المهندس المسرح بالرغم من نجاحه في السينما، واهتم بتقديم العديد من المسرحيات الناجحة منها، “سيدتي الجميلة”، “حواء الساعة 12″، “السكرتير الفني”، “إنها حقا عائلة محترمة”، “سك على بناتك”، “عشان خاطر عيونك”، “هالة حبيبتي”،” انا وهو وهي “.
وكان يتمتع بموهبة الغناء و له عديد من الأغنيات و المنولوجات ،و قدم فوازير رمضان و مسلسلات تليفزيونية و برنامج الشهير في الإذاعة ” كلمتين و بس “، ترك الراحل “الأستاذ” فؤاد المهندس اعمال خالدة تظل شاهدة على عظمة تاريخه الفني.